انتقل إلى المحتوى

الرؤيا وفقاً لمحمد

سفر الرؤيا هو آخر كتب الكتاب المقدس. يحتوي على سر خفي وحده يسوع يستطيع كشفه. تم إفشاء هذا السر في 13 أيار 1970. إنه يتعلق بهوية وحش الرؤيا الذي ليس سوى دولة إسرائيل.

جميع مميزات وحش الرؤيا، المسيح الدجال المُعلن، تنطبق تماماً على دولة إسرائيل الحالية. هذا ما قد تمت برهنته على هذا الموقع في نص “مفتاح سفر الرؤيا” الذي ننصح بقراءته قبل التطرق إلى هذا النص، بالإضافة إلى “المسيح الدجال في الإسلام” و “نظرة إيمان بالقرآن الكريم”.

الكتاب “المفتوح”، الوحش، نهاية الأزمنة، يوم الدين، البوق، عودة يسوع، رسل آخر الأزمنة، الإصلاح الشامل، هي مواضيع ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالرؤيا. نبوءات الكتاب المقدس في عهديه القديم والجديد تتكلم عنها. النبي محمد في القرآن الكريم يتناول بدوره هذه المواضيع. في دراستنا هذه جمعنا هذه الآيات في مواضيع لنظهر وجه الشبه بين كتاب الرؤيا والقرآن، ولنشدد على وحدة الوحي في هذين النصين اللذين يعنيان بزمننا.

كتاب الرؤيا

كتاب الأبرار

الله في القرآن يجذب انتباهنا بأسلوب حاذق ومجازي إلى كتاب الرؤيا. يسميه [ العليون ]، أي كتاب الممجدين. ففي نهاية الأزمنة سيأخذ هذا الكتاب أهمية كبرى بما أن محمد يتكلم تماماً قبل [ يوم الدين ]، فيقول (قرآن 83؛ المطففين، 10 – 36):

[ ويل يومئذٍ للمكذبين (10) الذين يكذبون بيوم الدين (11) …كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين (18) وما أدراك ما عليون (19) كتاب مرقوم(مختوم) (20) يشهده المقربون (21) إن الأبرار لفي نعيم (22) على الأرآئك ينظرون (23) تعرف في وجوههم نضرة النعيم…]

هذا الكتاب المرقوم (المختوم) هو كتاب الرؤيا المختوم بسبعة أختام (رؤيا 5، 1) وقد تم فتحه من قبل ملاك (رسول) الفصل العاشر. كما يشدد محمد في الآية الآنفة الذكر: [ يشهده المقربون ].
هذه الآيات من القرآن هي دعوة لمراجعة كتاب الرؤيا و “أكل” محتواه حتى يكون بالإمكان كشف عدو الله و “التنبؤ من جديد على شعوب وأمم وألسنة وملوك كثيرين” (رؤيا 10، 8 – 11)، هذه الشعوب الكثيرة التي تدعم الوحش اليوم.

الكتاب الموضوع

يحدد محمد أيضاً الوقت الذي سيولى فيه هذا الكتاب اهتماماً (قرآن 39؛ الزمر، 68 – 70):

[ ونُفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله… (68) وأشرقت الأرض بنور ربها ووُضع الكتاب وجاء بالنبيين والشهداء وقضى بينهم بالحق وهم لا يظلمون (69) ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون ].

هذا الكتاب الذي [ وُضع ] في يوم الدين هو كتاب الرؤيا. فيقول كتاب الرؤيا: “انفتحت الكتب، وثم انفتح كتاب آخر هو كتاب الحياة ودين الأموات على مقتضى المكتوب في الكتب بحسب أعمالهم” (رؤيا 20، 12). هذا “الكتاب الآخر” الذي “انفتح” هو كتاب الرؤيا الذي يتيح بدوره فتح “كتب” الوحي، أي فهمها بعمق وفقاً لمقصود الله.
كتاب الرؤيا هو كتاب الحياة، لأنه يعيد الحياة إلى جميع الذين يكتشفون هوية الوحش، عدو الله، ويتطوعون ضده، معبرين بذلك عن حبهم لله وللعدالة.

كذلك يعبّر النبي محمد عندما يقول (قرآن 81؛ التكوير، 1 – 14): [ إذا السماء كورت (1) وإذا النجوم انكدرت (2) وإذا الجبال سيرت (3) … وإذا الصحف نشرت (10) … علمت نفس ما أحضرت (14) ]. سيكون الحكم من خلال [ الصحف المنشورة ] أو المفتوحة. وهذه الصحف فُتحت من قِبل الرسول الرؤيوي الذي فسر بعمق، بفضل المفتاح الرؤيوي، كامل الوحي الإلهي بدءاً من العهد القديم، مروراً بالعهد الجديد والقرآن، وصولاً إلى كتاب الرؤيا.

يقول الله أيضاً في القرآن (قرآن 18؛ الكهف، 47 – 49) :

[ ويوم نُسير الجبال وترى الأرض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم أحداً (47) … ووُضع الكتاب فترى المجرمين مُشفقين مما فيه… (49) ].

سيكونوا مُشفقين (قلقين وخائفين) لأن كتاب الرؤيا سيفضح ظلمهم على العلن، بسبب دعمهم للوحش بدلاً من الالتزام مع يسوع ومحمد لمحاربته.

الرق المنشور

يعلن محمد عن عقاب [ واقع ] لا مفر منه. فيبدأ سورة الطور قائلاً (قرآن 52؛ الطور، 1 – 18):

[ والطور (1) وكتاب مسطور (2) في رق منشور (3)…والبحر المسجور (6) إن عذاب ربك لواقع (7) ما له من دافع (8) يوم تمور السماء موراً (9) وتسير الجبال سيراً (10) فويل يومئذٍ للمكذبين (11)… يوم يدعون إلى نار جهنم دعاً (13) … إن المتقين في جنات ونعيم (17) …]

هذا [ الرق المنشور ]، أي المفتوح، هو كتاب الرؤيا. في كتاب الرؤيا يجلس الله على العرش ويمسك بيده اليمنى “كتاباً مخطوطاً من الداخل والخارج، مختوماً بسبعة ختوم” (رؤيا 5، 1). وحده يسوع يستطيع فتح هذا الكتاب، أي تفسيره (رؤيا 5، 2 – 5). يفعل ذلك من خلال الملاك (الرسول) الذي ينزل من السماء و “بيده كتاب صغير مفتوح” (رؤيا 10، 2). إنه [ الرق المنشور ] الذي يتكلم عنه محمد. تشابه التعابير المستخدمة مؤثر ويدل على نية الله تشجيع قارىء القرآن على مراجعة كتاب الرؤيا ليدرك كل بُعد صراعه ضد الوحش. يعلن كتاب الرؤيا عن “اليوم العظيم لغضب الله” وعقاب الوحش وجميع حلفائه (رؤيا 6، 17). هذا ما يشدد عليه محمد في الآية المذكورة سابقاً بقوله: [… ويل يومئذٍ للمكذبين…] (قرآن 52؛ الطور، 11). المقصود هو الكذب الصهيوني.

تبدأ سورة الطور على النحو التالي: [ الطور، وكتاب مسطور، في رق منشور!…] هذا الطور، هو جبل صهيون. بينما المقصود هنا هو الصهيونية الحقيقية، الروحية، والغير سياسية. أرض الميعاد الروحية، الداخلية. إنها الجبل المقدس حيث يسكن أبانا كما يقول النبي يوئيل:

“تسود الشمس والقمر وتمنع الكواكب ضياءها. يزأر الرب من صهيون (صرخة الملاك: رؤيا 10، 3) ومن أورشليم (السماوية) يطلق صوته، فترتعش السماوات والأرض، ويكون الرب حمى لشعبه بني إسرائيل (الحقيقيين) وحصناً لهم. فتعرفون أني أنا الرب إلهكم الساكن في صهيون جبلي المقدس، وتكون أورشليم مكاناً مقدساًً، ولا يعبر فيه الأجنبي (الصهيونيون السياسيون) من بعد” (يوئيل 4، 15 – 17).

يتكلم كتاب الرؤيا عن تجمع يسوع ورفاقه على جبل صهيون الروحي لينشدوا النشيد الجديد:

“ونظرت فرأيت حملاً (يسوع) على جبل صهيون ومعه مئة وأربعة وأربعون ألفاً (12 × 12 × 1000 = العشائر الـ 12 والرسل الـ 12 و 1000 هو الرقم العالمي، إذاً كل شعب الله) ظهر اسمه واسم أبيه مكتوباً على جباههم… وهم يرنمون ترنيمة جديدة… ما نطق لسانهم بالكذب (الصهيوني)، ولا عيب فيهم” (رؤيا 14، 1 – 5).

يتم انتصار الله على جبل صهيون الروحي ليربك أعداءه الذين يريدون أن يتحدوه انطلاقاً من صهيون المادي. لهذا السبب يبدأ محمد السورة بكلمة [ الطور ]، أي بتعبير آخر، بالمكان الذي يسكن فيه الله وحيث سيتحقق نصره.

الباب المفتوح في السماء

في زمن الرؤيا فُتح باب في السماء. محمد أيضاً يتكلم عن هذا الباب. فيقول عن الكافرين الذين يسخرون من الأنبياء:

قرآن 15؛ الحجر، 14 – 15: [ ولو فتحنا عليهم باباً من السماء فظلوا فيه يعرجون (14) لقالوا إنما سُكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون (15) ].

أي أنهم، بتعبير آخر، سيجدون الأعذار كي لا يصعدون.
كتاب الرؤيا يذكر أيضاً هذا الباب السماوي. فيقول يوحنا:

“ثم رأيت باباً مفتوحاً في السماء، وسمعت الصوت الأول الذي خاطبني من قبل كأنه البوق يقول: إصعد إلى هنا لأريك ما لا بد من حدوثه بعد ذلك” (رؤيا 4، 1).

إنها دعوة “للصعود” بالروح لرؤية الأحداث التي لا بد من حصولها وفقاً لرؤية الله وليس وفقاً لذهنية بشرية. هذا “الباب المفتوح إلى السماء” هو كتاب الرؤيا الذي فسّره رسول الرؤيا. إنه باب النبوءة.
المقصود هو الارتقاء لنيل الرؤية بمنظار الروح القدس والتخلي عن وجهات نظرنا البشرية الضيقة. علينا أن نغسل أعيننا الداخلية. نحن بحاجة للـ “قطرة” الرؤيوية كي “نبصر” وفقاً لروح الله (رؤيا 3، 18). وإلا بقينا “بائسين، مساكين، فقراء، عراة وعميان” (رؤيا 3، 17) مثل الفاتيكان حالياً. كثيرون سيجدون الأعذار كي لا “يصعدوا”، كما يشدد النبي محمد.

كذلك في سورة “النبأ” يقيم النبي محمد صلة بين البوق والسماء المفتوحة:

قرآن 78؛ النبأ، 1 – 5 و 17 – 31: [ عم يتساءلون (1) عن النبأ العظيم (2) الذي هم فيه مختلفون (3) كلا سيعلمون (4) ثم كلا سيعلمون (5) … إن يوم الفصل كان ميقاتاً (17) يوم يُنفخ في الصور فتأتون أفواجاً (18) وفُتحت السماء فكانت أبواباً (19) وسُيرت الجبال فكانت سراباً (20) إن جهنم كانت مرصاداً (21) للطاغين مئاباً (22) … إن للمتقين مفازاً (31) ].

يعلن محمد في هذه الآيات من سورة النبأ عن يوم الدين الذي الناس [ فيه مختلفون ]. لكنهم [ سيعلمون ] قريباً.
سيعلمون قريباً من خلال كتاب الرؤيا “المفتوح”. هذا الكتاب هو في حد ذاته الصور المُعلن. هذا الكتاب هو رسالة قوية ومؤثرة مثل الصور. إنه يعلن يوم الدين وانتصار الله على الوحش وحلفائه. في هذا الوقت، [ فُتحت السماء فكانت أبواباً ]، كما يقول محمد. كل الذين سيقبلون هذه الرسالة ويلتزمون بها سيستطيعون الصعود عبر هذا الباب المفتوح في السماء (رؤيا 4، 1) ليدخلوا في حميمية الله وينعموا بعذوبة وقداسة وجوده انطلاقاً من هذه الدنيا.

الوحش ويأجوج ومأجوج

في منتصف كتاب الرؤيا يوجد وحش. كل سر هذا الكتاب الصغير المقدس يتوضح عندما نعرف هوية هذا الوحش.

الوحش

محمد أيضاً يأتي على ذكر الوحش في سورة النمل، فيقول:

قرآن 27؛ النمل، 82 – 88: [ وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون (82) ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون (في فلسطين) (83) حتى إذا جاءوا قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علماً أما إذا كنتم تعملون (84) ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون (85) … ويوم يُنفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله وكل أتوه داخرين (87) …]

هذا القول الذي سيقع عليهم هو كشف الرؤيا. إنه الكتاب الذي يسقط قناع الوحش.

كما يشدد القرآن في هذه الآيات، يتميز هذا الوحش، المسيح الدجال، بالكذب. فيقول يوحنا في رسالته: “فمن هو الكذاب إلا الذي ينكر أن يسوع هو المسيح. هذا هو المسيح الدجال!” (يوحنا الأولى 2، 22). بدءاً من هذا الكذب، يعامل الوحش كل علامات الله بالكذب. هو نفسه ينشر الكذب بما أنه يقول: [… الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون ]. لديه إذاً تفسير خاطئ لعلامات الله ويقوم بخداع الناس. بعض هذا الكذب الذي يدينه محمد هو مثلاً ادعاء اليهود [ إنهم أولياء الله من دون الناس ] (قرآن 62؛ الجمعة، 6 – 7). كذب آخر هو أسطورة امبراطورية سليمان (قرآن 2؛ البقرة، 102): [ واتبعوا ما تتلوا الشياطين على مُلك سليمان ]. والحال هو أن هذا المُلك هو أساس الصهيونية. المقصود هو إعادة مملكة سليمان. هذه هي خدعة المضلل، المسيح الدجال (2 يوحنا، 7). لهذا السبب، فإن بوق الرؤيا الذي يعلن سقوط الوحش ونصر الله القريب، سيباغتهم ويربكهم. ويضربهم الذعر.

“لذلك تنزل بها النكبات في يوم واحد: وباء وحزن وجوع، وتحترق بالنار لأن الذي يدينها هو الرب الإله القدير” (رؤيا 18، 8).

يأجوج ومأجوج وذو القرنين

كما شرحنا في نص “المسيح الدجال في الإسلام”، ذو القرنين هو أميركا. فيقول القرآن الكريم: (قرآن 18؛ الكهف، 94؛ قراءة وتأمل الآيات من 83 إلى 101):

[ قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مُفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجاً على أن تجعل بيننا وبينهم سداً (94) ].

كي نفهم يأجوج ومأجوج علينا أن نعود إلى النبي حزقيال في العهد القديم. فقد تنبأ حزقيال أن في آخر الإزمنة، جوج وماجوج، ملوك الشمال، سيجتاحون شعب الله في فلسطين (حزقيال 38، 1 إلى 39، 20). يعتبر الإسرائيليون أن هذا النص يتعلق بهم، كشعب الله، وأن جوج وماجوج يمثلان إيران وسوريا اللتان تريدان الاعتداء عليهم. فيأتي كتاب الرؤيا ليصحح هذا التأويل الباطل وليكشف من هم حقاً جوج وماجوج. جوج وماجوج هم إسرائيل التي يأتي أتباعها من زوايا الأرض الأربعة ليجتاحوا فلسطين (رؤيا 20، 7 – 9). وعدد كبير منهم يأتي من الشمال تحديداً.

بالعودة إلى النص المذكور أعلاه، فإن بعض البلدان العربية قد وهبت بالفعل ثرواتها ونفطها لأميركا كي تحميها من إسرائيل. هذا هو السد الذي يتكلم عنه محمد. حتى أنها اشترت مؤخراً تجهيزات حديثة جداً مضادة للصواريخ لاعتقادها أنها ستحميها في الحرب التي سيشنها يأجوج ومأجوج في المستقبل القريب. إضافةً إلى أن هذا السد قد أقيم فعلياً. لكن هذه الحماية وقتية ووهمية. وعلى الرغم من كل مؤامرات بعض البلدان العربية لاحتواء إسرائيل من خلال أميركا، فإن هذا السد سينهار في النهاية. وسيكون ذلك يوم تعمل رحمة الله عملها:

قرآن 18؛ الكهف، 98 – 101: [ قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقاً (98) وتركنا بعضهم يومئذٍ يموج في بعض ونُفخ في الصور فجمعناهم جمعاً (99) وعرضنا جهنم يومئذٍ للكافرين عرضاً (100) الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكرى وكانوا لا يستطيعون سمعاً ].

هذه الاستعادة هي لكتاب الرؤيا ولنبوءات محمد المتعلقة بزمننا. ذلك هو البوق الذي سيدوي في الوقت الذي سينهار فيه السد، [ ويموج الناس في بعض ]. إنها الحرب العالمية الثالثة التي سيشنها يأجوج ومأجوج. ويسقط السد بفعل من رحمة أبينا السماوي.

الوحوش

يذكر محمد أيضاً أن في نهاية الأزمنة هناك وحوش ستحشر. فيقول:

قرآن 81؛ التكوير، 1 – 14: [ إذا الشمس كُورت (1) وإذا النجوم انكدرت (2) وإذا الجبال سُيرت (3)… وإذا الوحوش حُشرت (5) وإذا البحار سُجرت (6) وإذا النفوس زُوجت (7) … وإذا الصحف نُشرت (10) وإذا السماء كُشطت (11) وإذا الجحيم سُعرت (12) وإذا الجنة أزلفت (13) علمت نفس ما أحضرت (14) ].

هذه الوحوش المحشورة هي وحشا كتاب الرؤيا. يقول كتاب الرؤيا إن ثلاثة أرواح نجسة (التنين، أي الشيطان، الوحش الأول، والوحش الثاني المسمى أيضاً النبي الكذاب) “ستذهب إلى ملوك الأرض كلها لتجمعهم للحرب في اليوم العظيم، يوم الله القدير. فجمعتهم في المكان الذي يُدعى بالعبرية هرمجدون” (رؤيا 16، 13-16). سيكون اليوم الكبير لغضب الرب الذي سيشهد هزيمة الوحشين وانتصار المختارين. بعضهم سيعرف [ سعير الجحيم ] والبعض الآخر [ قرب الجنة ]، كما يشير محمد.
واقع أن أبانا السماوي قد أوحى لمحمد بذكر [ الوحوش المحشورة ] في نهاية الأزمنة يعني بوضوح أنه يدعو من خلاله المؤمنين المستقلين من كل جهة للرجوع إلى كتاب رؤيا يوحنا، لأنه من دون نور هذا الكتاب، يستحيل فهم مثل هذه الرموز.

الغرور

الآيات التالية من القرآن الكريم (قرآن 57؛ الحديد، 12 – 14) تروي مثل العذارى العشر (متى 25، 1 – 13) إنما بأسلوب مختلف:

[ يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بُشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم (12) يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظروا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا ورآءكم فالتمسوا نوراً فضُرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظهره من قبله العذاب (13) ينادوهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغَرور ].

هذا الغَرور المُضلل هو المسيح الدجال. يقول يوحنا في رسالته الثانية (2، 7): “ففي العالم كثير من المضللين، وفيهم من لا يعترفون بمجيء يسوع المسيح في الجسد. هذا هو المضلل والمسيح الدجال”. الصهيونية هي التضليل الكبير والمحنة الكبيرة لنهاية الأزمنة. ضللت الصهيونية عدداً كبيراً من اليهود، والمسيحيين والمسلمين الذين [ تربصوا وارتابوا ]. باعوا أنفسهم للوحش و[ غرتهم أمانيهم ]، كما يشدد محمد.

أما الآن فقد دوى بوق التحرير لجميع الذين يقاومون هذا التضليل. [ يسعى نورهم بين أيديهم… ذلك هو الفوز العظيم ]، كما يقول الله في القرآن الكريم.

الساعة، يوم الدين

بغتة

أتى النبي محمد مرات عدة على ذكر مجيء الساعة التي تمثل يوم الدين. فينقل لنا خصائص هذه الساعة.

يشدد محمد على أن أحداث نهاية الأزمنة ستأتي بغتة:

قرآن 7؛ الأعراف، 187: [ يسألونك عن الساعة أيان مُرساها قل إنما علمها عند ربي لا يُجليها لوقتها إلا هو ثقُلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفى عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون ].

إنها الأكثرية التي قلما تبالي. وأقلية ستكون على علم كما يقول بولس أيضاً:

“لأنكم تعرفون جيداً أن يوم الرب يجيء كاللص في الليل. فحين يقول الناس: سلام وأمان، يفاجئهم الهلاك بغتة كما يفاجىء الحبلى ألم الولادة، فلا يقدرون على النجاة. أما أنتم، أيها الأخوة، فلا تعيشون في الظلام حتى يفاجئكم ذلك اليوم مفاجأة اللص” (تسالونيكي الأولى 5، 2 – 4).

بتعبير آخر، إن الذين يعيشون في النور هم على علم. سيُنذرون من قبل كتاب الرؤيا المفتوح الذي يكشف هوية الوحش. سيُنذرون أيضاً من قبل نبوءات محمد عن زمننا.

يقول محمد أيضاً (قرآن 12؛ يوسف، 107):

[ أفآمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله أو تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون ].

بالنسبة للبعض ستكون مفاجأة، أما بالنسبة للعدد القليل من المؤمنين، فسينذرهم الله. يؤكد محمد على ذلك قائلاً:

قرآن 77، المرسلات، 8 – 13: [ فإذا النجوم طُمست (8) وإذا السماء فُرجت (9) وإذا الجبال نُسفت (10) وإذا الرسل أقتت (11) لأي يوم أجلت (12) ليوم الفصل (13) ].

إن الرب إذاً سيُنذر رسله بمجيء الساعة. وهذا ما يحدث حالياً.

حرب عالمية

تتضمن النصوص التالية رموزاً تشير إلى أن عقاب الرب سينزل من خلال حرب نووية.

قرآن 96؛ الدخان، 10 – 11: [ فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين (10) يغشى الناس هذا عذاب أليم (11) ].
قرآن 79؛ النازعات، 1 – 11: [ …يوم ترجف الراجفة (6) تتبعها الرادفة (7) قلوب يومئذ واجفة (8) أبصارها خاشعة (9) يقولون أإنا لمردودون في الحافرة (10) أإذا كنا عظاما نخرة (11) ].

كما تنبأ يسوع أيضاً بالزلازل:

“تحدث مجاعات وزلازل في أماكن كثيرة. وهذا كله بدء الأوجاع” (متى 24، 7 – 8).

ويؤكد كتاب الرؤيا أيضاً:

“ثم رأيت الحمل يفض الختم السادس، وإذا زلزال عظيم يقع، والشمس تسود كثوب الحداد، والقمر كله يصير مثل الدم، وكواكب الفضاء تتساقط إلى الأرض كما يتساقط ثمر التينة الفج إذا هزتها ريح عاصفة، والسماء تنطوي طي اللفافة، والجبال والجزر كلها تتزحزح من أماكنها…” (رؤيا 6، 12 – 14).

هذا “الزلزال العظيم” هو الحرب العالمية الثالثة التي ستقلب كل شيء رأساً على عقب.
تنبأ النبي يوئيل أيضاً قائلاً في هذا الصدد (يوئيل 2، 10 – 11):

“أمامه ترتجف الأرض وترتعش السماوات. تسود الشمس والقمر، وتمنع الكواكب ضياءها. الرب يجهر بصوته أمام جيشه (رسالة الرؤيا). جنده كثير قوي يعمل بكلمته. يوم الرب عظيم مخيف لا ينتهي”.

يقول محمد في هذا الصدد:

قرآن 82؛ الانفطار، 1 – 19: [ إذا السماء انفطرت (1) وإذا الكواكب انتثرت (2) وإذا البحار فُجرت (3) وإذا القبور بُعثرت (4) علمت نفس ما قدمت وأخرت (5) …. (12) إن الأبرار لفي نعيم (13) وإن الفجار لفي جحيم (14) يصلونها يوم الدين (17) ثم ما أدراك ما يوم الدين (18) يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً والأمر يومئذ لله (19) ].

تنضم هذه الآيات القرآنية إلى تعريف بطرس لـ “يوم الحساب”، فيقول:

“أما السماوات والأرض في أيامنا هذه، فبقيت للنار بكلمة الله ذاتها إلى يوم الحساب وهلاك الأشرار. …ولكن يوم الرب سيجيء مثلما يجيء السارق، فتزول السماوات في ذلك اليوم بدوي صاعق وتنحل العناصر بالنار …” (بطرس الثانية 3، 7 – 13).

هذا النص يصور بوضوح حرباً عالمية ثالثة تشهد “هلاك الأشرار”.

قرآن 80، عبس، 33 – 42: [ فإذا جاءت الصاخة (33) يوم يفر المرء من أخيه (34) وأمه وأبيه (35) وصاحبته وبنيه (36) لكل امرىء منهم يومئذ شأن يُغنيه (37) وجوه يومئذ مسفرة (38) ضاحكة مستبشرة (39) ووجوه يومئذ عليها غبرة (40) ترهقها قترة (41) أولئك هم الكفرة الفجرة (42) ].

[ الصاخة ] (أي القرقعة) التي ستأتي هي قرقعة الحرب النووية المرعبة. يقابل ذلك آيات بطرس المذكورة أعلاه: “فتزول السماوات في ذلك اليوم بدوي صاعق…”.
يعبر محمد عن انتصار المختارين قائلاً: [ وجوه يومئذ مسفرة (38) ضاحكة مستبشرة (39) ]. ويشير متى أنه في زمن الحصاد، بعد عقاب الكافرين: “… يشرق الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم” (متى 13، 43).

هذه أيضاً آيات أخرى بنفس المعنى:

قرآن 77؛ المرسلات، 29 – 34: [… إنها ترمي بشرر كالقصر (32) كأنه جمالت صفر(الكبريت) (33) ].
قرآن 70؛ المعارج، 8 – 14: [ يوم تكون السماء كالمهل (8) وتكون الجبال كالعهن (9) ولا يسأل حميم حميماً (10) يبصرونهم يود المجرم لو يفتدى من عذاب يومئذ ببنيه…]
قرآن 22؛ الحج؛ 1-2: [ يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم (1) يوم ترونها تذهل كل مُرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ].
الحديث الشريف 1821، الفصل 370: قال رسول الله: “والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يمر رجل بالقبر، فيتمرغ عليه، ويقول: يا ليتني مكان صاحب هذا القبر، وليس به الدين وما به إلا البلاء”.

ويقول كتاب الرؤيا أيضاً في نفس السياق: “فيطلب الناس الموت في تلك الأيام فلا يجدونه، ويتمنون أن يموتوا والموت يهرب منهم” (رؤيا 9، 6).

قرآن 74؛ المدثر، 8 – 20: [ فإذا نُقر في الناقور (8) فذلك يومئذ يوم عسير (9) على الكافرين غير يسير (10) ذرني ومن خلقت وحيداً (11) وجعلت له مالاً ممدوداً (12) وبنين شهوداً (13) ومهدت له تمهيداً (14) ثم يطمع أن أزيد (15) كلا إنه كان لآياتنا عنيدا (16) سأرهقه صعوداً (17) إنه فكر وقدر (19) ثم قُتل كيف قدر ].

يصف كتاب الرؤيا هذه الحالة بـ “الموت الثاني”. إنه موت النفس النهائي التي في كامل وعيها اختارت هذه النهاية. إنها نقطة اللاعودة. أما المؤمنون “فلا سلطان للموت الثاني عليهم، بل يكونون كهنة الله والمسيح ويملكون معه ألف سنة” (رؤيا 20، 6).

قرآن 75؛ القيامة، 3 – 25: [ أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه (3) بلى قادرين على أن نسوى بنانه (4) بل يريد الإنسان ليفجر أمامه (5) يسأل أيان يوم القيامة (6) فإذا برق البصر (7) وخسف القمر (8) وجُمع الشمس والقمر (9) يقول الإنسان يومئذ أين المفر (10) كلا لا وزر (11) إلى ربك يومئذ المستقر (12) ينبؤا الإنسان يومئذ بما قدم وأخر (13) بل الإنسان على نفسه بصيرة (14) ولو ألقى معازيره (15) لا تحرك به لسانك لتعجل به (16) إن علينا جمعه وقرءانه (17) فإذا قرأناه فاتبع قرءانه (18) ثم إن علينا بيانه (19) كلا بل تحبون العاجلة (20) وتذرون الآخرة (21) وجوه يومئذ ناضرة (22) إلى ربها ناظرة (23) ووجوه يومئذ باسرة (24) تظن أن يُفعل بها فاقرة ].

هذه [ الوجوه الناضرة ] هي وجوه الذين صمدوا حتى النهاية في المعركة الضارية ضد الوحش للنصر العظيم ليسوع ومريم ومحمد، بروح متحرر، غير متعصب.

عودة يسوع

تنبأ الإنجيل في الرسائل وفي كتاب الرؤيا بعودة يسوع في نهاية الأزمنة. هذه بعض الآيات الرئيسية:

“وكما حدث في أيام نوح فكذلك يحدث عند مجيء ابن الإنسان. كان الناس في الأيام التي سبقت الطوفان يأكلون ويشربون ويتزاوجون، إلى يوم دخل نوح الفلك. وما كانوا ينتظرون شيئاً، حتى جاء الطوفان فأغرقهم كلهم. وهكذا يحدث عند مجيء ابن الإنسان” (متى 24، 37 – 39).

ويقول بولس: “وكما أن مصير البشر أن يموتوا مرة واحدة، وبعد ذلك الدينونة، فكذلك المسيح قدم نفسه مرة واحدة ليزيل خطايا الكثير من الناس. وسيظهر ثانية (خارج الجسد)، لا لأجل الخطيئة، بل لخلاص الذين ينتظرونه” (عبرانيين 9، 27 – 28).

في أعمال الرسل وعظ بطرس اليهود قائلاً:

“توبوا وارجعوا تُغفر خطاياكم. فتجيء أيام الفرج من عند الرب، حين يرسل إليكم المسيح الذي سبق أن عينه لكم، أي يسوع الذي يجب أن يبقى في السماء إلى أن يحين زمن تجديد كل شيء، مثلما أعلن الله من قديم الزمان بلسان أنبيائه الأطهار” (أعمال 3، 19 – 21).

في نهاية كتاب الرؤيا، الآية ما قبل الأخيرة:

“يقول الشاهد بهذه الأمور: ‘نعم، أنا آتٍ سريعا !’ آمين. تعال، أيها الرب يسوع” (رؤيا 22، 20).

يعود يسوع ليقضي على الوحش ويجدد كل شيء.

كذلك يشهد النبي محمد في سور عديدة من القرآن الكريم على عودة يسوع:

الملك على أرجائها

قرآن 69؛ الحاقة، 1 – 52: [ الحاقة (1) ما الحاقة (2) وما أدراك ما الحاقة (3) … فإذا نُفخ في الصور نفخة واحدة (13) وحُملت الأرض والجبال فدُكتا دكة واحدة (14) فيومئذ وقعت الواقعة (15) وانشقت السماء فهي يومئذ واهية (16) و المَلِك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية (17) يومئذ تُعرضون لا تخفى منكم خافية…]

هذا [ الملك على أرجائها ] هو الرب أبانا الذي سيسكن مع جميع الذين سيكونوا قد تفانوا في القتال ضد الوحش. هذا الحضور الإلهي معنا يتم من خلال عودة يسوع في خبز الحياة، جسد ودم يسوع اللذان يؤخذان في حميمية العائلات (راجع نص “خبز الحياة في الكتاب المقدس والقرآن الكريم”). يريد الله أن يعيش معنا بالحميمية اليومية. فيقول في كتاب الرؤيا عن أورشليم السماوية المؤلفة من تلاميذ يسوع الحقيقيين الذين سيقاومون تضليل الوحش حتى النهاية:

“ها هو مسكن الله والناس: يسكن معهم ويكونون له شعوباً. الله نفسه معهم ويكون لهم إلهاً، يمسح كل دمعة تسيل من عيونهم. لا يبقى موت ولاحزن ولا صراخ ولا وجع، لأن الأشياء القديمة زالت” (رؤيا 21، 2 – 4).

يتكلم محمد عن [ ثمانية ] يحملون عرش الله. هؤلاء الثمانية يذكرونا بـ “الكائنات الأربعة” الذين وصفهم حزقيال والذين يحملون بأجنحتهم قبة السماء وعرش الله. هذه الكائنات الأربعة هم الإنجيليون الأربعة.

فيقول حزقيال:

“وفي وسط العاصفة تراءى لي شيء كأنه أربعة كائنات حية تشبه البشر، ولكل واحد منها أربعة وجوه وأربعة أجنحة … ومن تحت أجنحتها أيدي بشر ( الأيدي التي تكتب) … وأما أجنحتها فمنبسطة إلى فوق، لكل واحد جناحان متصلان، أحدهما بالآخر، أما الجناحان الآخران فيستران أجسامها. وكان كل واحد يسير في اتجاه وجهه وهكذا كانت كلها تسير إلى حيث يشاء الروح دون أن تدور… وكان فوق رؤوس هذه الكائنات قبة كالبلور الساطع منبسطة على رؤوسها من فوق، … وفوق القبة التي فوق رؤوسها شبه عرش كمنظر حجر اللازورد، وعلى شبه العرش شكل كمنظر إنسان…” (حزقيال 1، 1 – 28).

[ الثمانية ] الذين يحملون عرش الله هم إذاً أجنحة الكائنات الأربعة “المنبسطة إلى فوق” نحو السماء. عرش الله يحمله الإنجيليون الأربعة الذين حملوا لنا كلمة الله. هذه الكلمة أكدها محمد في القرآن.
لنفهم دقة رؤيا محمد، علينا أن نرجع إلى رؤيا حزقيال. فإن الأمر يتعلق فعلاً برؤيا لمحمد بما أنه يقول في نهاية السورة نفسها 69؛ الحاقة، الآية 43 إنها [ تنزيل من رب العالمين ]. من خلال هذه الكشف، يصدّق محمد على أهمية الإنجيليين الأربعة في مخطط الآب الخلاصي.

الإنجيليون الأربعة يظهرون أيضاً في كتاب الرؤيا. يسجدون للحمل عندما يأخذ كتاب الرؤيا من يد الله:

“فجاء الحمل وأخذ الكتاب من يمين الجالس على العرش. ولما أخذ الكتاب، سجد الكائنات الحية الأربعة والشيوخ الأربعة والعشرون (كل شعب الله) للحمل. وكان مع كل واحد منهم قيثارة وكؤوس من ذهب مملوءة بالبخور، هي صلوات القديسين. وكانوا ينشدون نشيداً جديداً فيقولون: ‘أنت الذي يحق له أن يأخذ الكتاب ويفض ختومه! لأنك ذُبحت وافتديت أناساً لله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة، وجعلت منهم ملكوتاً وكهنة لإلهنا يملكون على الأرض” (رؤيا 5، 7 – 9).

من خلال الكائنات الحية الأربعة الذين يسجدون للحمل، ينحني الإنجيل بشكل رمزي أمام كشف سر الرؤيا. سيتكلم الله مرة أخرى من خلال كشفه لملاك الرؤيا سر هذا الكتاب الصغير المقدس الذي سيطلق أحداث نهاية الأزمنة ويغير مجرى التاريخ.
وينشد جميع الملائكة والقديسون التسابيح لله وللحمل إكراماً لهذا الكشف (رؤيا 5، 11 – 14). هذا الكشف الذي سيؤدي بالفعل إلى انتصار أبانا على الأرض ويتوجه ملكاً.
إن هذا الكشف الرؤيوي هو الذي يتولى اليوم بالنيابة عن الأناجيل الأربعة حمل عرش الله في قلوبنا.

يسوع يعرف الساعة

فيما يتعلق بمعرفة الساعة يقول محمد:

قرآن 43؛ الزخرف، 61: [ وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون هذا صراط مستقيم ].

بهذا الكلام يوجه محمد مشايعيه من القرآن إلى الرؤيا، لأنه في كتاب الرؤيا يكشف يسوع علامات الساعة في نهاية الأزمنة. تبعاً للرسالة الرؤيوية التي كشفها يسوع لملاكه، فإن المسلم المتحرر يتبع محمد، بما أن محمد يؤكد ويشهد: [ لا تمترن بها واتبعون ].
هنا يؤيد محمد يسوع ويشهد مرة أخرى أيضاً على وحدة الوحي الإلهي. حتى أنه يصر بقوله: [ هذا صراط مستقيم ].
والحال أن [ الصراط المستقيم ] هو الهدف الأسمى لكل مسلم (قرآن 1؛ الفاتحة، 6 – 7).

في نهاية الأزمنة، يكمن [ الصراط المستقيم ] إذاً في أن يتبع جميع المؤمنين يسوع الذي يعلم الساعة.

من خلال الجمل الثلاث القصيرة المذكورة آنفاً في الآية 61 من سورة الزخرف، يعلن محمد ثورة حقيقية تنضم إلى ثورة ملاك الرؤيا. المقصود اليوم هو أن نتحرر من كل العبارات المتكررة وآداب السلوك، وأن نكتشف معاً كلمة الله ومخططه في كتاب الرؤيا والقرآن.

يأتي يسوع من خلال ملاكه الرؤيوي لينورنا على الساعة.

يعود يسوع إلى دمشق مع الشاهدين

في الحديث الشريف 1808، الفصل 370 (رياض الصالحين، الإمام يحيى بن شرف الدين النووي، ترجمة مسعود بوجنون، العالمية، 2007)، يتكلم محمد عن المسيح الدجال ثم يقول عن عودة يسوع:

“فبينما هو كذلك إذ بعث الله تعالى المسيح بن مريم، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين، واضعاً كفيه على أجنحة ملاكين، إذا طأطأ رأسه، وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ، فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات، ونفسه ينتهي إلى حيث ينتهي طرفه، فيطلبه حتى يدركه بباب لد (قرب تل أبيب) فيقتله. ثم يأتي عيسى قوماً قد عصمهم الله منه، فيمسح عن وجوههم، ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة”.

يعود المسيح إلى دمشق لأنه على الرغم من كل المحن التي سببها الوحش ومن الضغوط الدبلوماسية المرعبة، استطاعت سوريا أن تبقى وفية للكلام النبوي: “لا لإسرائيل”. هذه الـ “لا لإسرائيل” هي بوحي من روح يسوع. هذا ما يشدد عليه محمد بقوله إن يسوع ينزل في دمشق. موقف سوريا يمجد الله ومسيحه.

يضع يسوع راحتي يديه على أجنحة ملاكين. هذان الملاكان هما شاهدا الفصل 11 من كتاب الرؤيا اللذان قتلهما الوحش. إنهما الشاهدان الفلسطيني واللبناني. هذان الشاهدان اللذان ذبحهما الوحش مدعومان من سيدهما: يسوع. فيقول كتاب الرؤيا:

“وما أن يتّما شهادتهما حتى يجيء الوحش الصاعد من الهاوية ويصارعهما ويغلبهما ويقتلهما. وتبقى جثتاهما مطروحتين في ساحة المدينة العظيمة ( أورشليم) التي تُدعى، على سبيل الرمز، سدوم أو مصر (لأن أورشليم أصبحت وثنية اليوم) حيث مات ربهما مصلوباً…” (رؤيا 11، 7 – 8).

يتقاسم الشاهدان مجد الشهادة مع سيدهما يسوع.

قطرات الماء التي تسقط من رأس يسوع تمثل النعم التي تجري كاللؤلؤ على الشاهدين وعلى جميع الذين يشاركون في هذا القتال المقدس.
يسوع هو الذي سيطارد المسيح الدجال، فيدركه قرب لد (تل أبيب) ويقتله. يقول بولس عن رجل المعصية (المسيح الدجال):

“…حتى ينكشف رجل المعصية فيقضي عليه الرب يسوع بنفس من فمه ويبيده بضياء مجيئه (تسالونيكي الثانية 2، 8)”.

يكون ضياء مجيئه من خلال كتاب الرؤيا المفتوح الذي يحدد العدو ويعبئ للمعركة الحقيقية ضده.

في النهاية “يأتي عيسى قوماً قد عصمهم الله منه، فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة”.
ستكون فترة مؤاساة لشعب الله الجديد الذي سيولد من رماد الوحش. والله “يمسح كل دمعة تسيل من عيونهم. لا يبقى موت ولا حزن ولا صراخ ولا وجع، لأن الأشياء القديمة زالت”. آمين (رؤيا 21، 4).

إن هذه الأزمنة الجديدة هي الآن على الأبواب.

ملاك الرؤيا أو “أعظم الناس شهادة”

التحضير ليوم التلاقي

يقول النبي محمد عن الرسول:

قرآن 40، غافر، 14 – 20: [ فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون (14) رفيع الدرجات ذو العرش يُلقى الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاقي (15) يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار (16) اليوم تُجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب…]

الإنسان الذي مهمّته في نهاية الأزمنة أن [ يُنذر يوم التلاقي ] هو ملاك (رسول) الرؤيا.
أُلقي الروح عليه في سبيل هذه الرسالة. أرسله الله مع الكتاب الصغير “المفتوح”، أي كتاب الرؤيا، ليهيّئ البشر لعودة يسوع، لـ [ يوم التلاقي ] بحسب كلام محمد، وليوم نصر الله. في هذا اليوم، كما يقول محمد، [ الملك لله ].
يعبّر كتاب الرؤيا عن هذه الحقيقة بالذات بأسلوب مماثل. عندما نفخ الملاك السابع في بوقه، “ارتفعت أصوات عظيمة في السماء تقول: ‘صار ملك العالم لربنا ولمسيحه، فيملك إلى أبد الدهور… نشكرك أيها الرب الإله القدير الذي هو كائن وكان، لأنك أظهرت جبروتك وملكت” (رؤيا 11، 15 – 17) (راجع أيضاً لوقا 19، 11 – 19). رسالة ملاك الرؤيا هي تتويج أبينا ملكاً.
يؤكد محمد على ذلك بقوله (قرآن 6، الأنعام، 73): [ هو الذي خلق السماوات والأرض بالحق وله الملك يوم يُنفخ في الصور…]. والحال هو أن الصور، كما ذُكر آنفاً، هو كتاب الرؤيا المفتوح.

كشف هوية المسيح الدجال

مهمة رسول الرؤيا هي كشف هوية المسيح الدجال (الفصل 370، حديث 1815).
فيقول عنه النبي محمد:

“…فينطلقون به إلى الدجال، فإذا رآه المؤمن قال: يا أيها الناس إن هذا الدجال الذي ذكر رسول الله فيأمر الدجال به فيُشبح، فيقول: خذوه وشجوه، فيوسع ظهره وبطنه ضرباً، فيقول: أو ما تؤمن بي؟ فيقول: أنت المسيح الكذاب، فيؤمر به، فيؤشر بالمنشار من مفرقه حتى يفرق بين رجليه، ثم يمشي الدجال بين القطعتين، ثم يقول له: قم، فيستوي قائماً. ثم يقول له: أتؤمن بي (الآن) ؟ فيقول: ما ازددت فيك إلا بصيرة (عن دجلك)، ثم يقول (المؤمن): يا أيها الناس إنه لا يفعل بعدي بأحد من الناس، فيأخذه الدجال ليذبحه، فيجعل الله ما بين رقبته إلى ترقوته نحاساً، فلا يستطيع إليه سبيلاً، فيأخذ بيديه ورجليه فيقذف به، فيحسب الناس أنما قذفه إلى النار، وإنما ألقي في الجنة فقال رسول الله: هذا أعظم الناس شهادة عند رب العالمين”.

يصف هذا النص الصراع الرهيب بين الرسول الرؤيوي وإبليس. هذا الصراع الرهيب الذي تنبأ به النبي محمد قد حصل منذ وقت ليس ببعيد. ونحن نشهد أنها كانت مجابهة وجهاً لوجه مع الشيطان حيث حاول إبليس أن يمتلكه؛ أذلّه بألف طريقة، ووجه إليه ضربات خفية، غير أنها كانت واقعية. لكن رسول الرؤيا قاوم الشيطان وخرج منتصراً من أمّ المعارك. وسوف “يُلقى في الجنة”.
خصائص أخرى لملاك الرؤيا تم تفسيرها في نص “علامات عودة يسوع”.

رسل آخر الأزمنة

الآيات القرآنية التالية تذكر [ الملائكة ] الذين يتدخلون في نهاية الأزمنة:

عودة يسوع مع ملائكته

قرآن 89؛ الفجر، 21 – 29: [ كلا إذا دكت الأرض دكاً دكاً (21) وجاء ربك والملك صفاً صفاً (22) وجاء يومئذٍ بجهنم يومئذٍ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى (23) …فيومئذ لا يعذب عذابه أحد (25)… ]

يتناول هذا النص عودة يسوع مع ملائكته في نهاية الأزمنة. فيقول محمد: [ إذا جاء ربك ]. هذا الرب هو الرب يسوع. سيعود ليعاقب بشكل نهائي أعداءه الذين دعموا، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، المخطط الصهيوني الشيطاني.
يذكر لوقا عقاب “أهل بلد” يسوع الذين كانوا “يكرهونه” والذين قالوا له “إنهم لا يريدونه ملكاً عليهم”. فعند عودته “بعدما يتولى الملك”، سيقول يسوع عنهم: “أما أعدائي الذين لا يريدون أن أملك عليهم، فجيئوا بهم إلى هنا واذبحوهم أمامي” (لوقا 19، 11 – 27).

ويقول متى عن هذه العودة:

“وفي الحال بعد مصائب تلك الأيام، تظلم الشمس ولا يضيء القمر. وتتساقط النجوم من السماء، وتتزعزع قوات السماء. وتظهر في ذلك الحين علامة ابن الإنسان في السماء، فتنتحب جميع قبائل الأرض، ويرى الناس ابن الإنسان آتياً على سحاب السماء في كل عزة وجلال. فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت إلى جهات الرياح الأربع ليجمعوا مختاريه من أقصى السماوات إلى أقصاها” (متى 24، 29 – 31).

هؤلاء الملائكة هم رسل آخر الأزمنة الذين أرسلهم يسوع بالبوق العظيم الصوت لكتاب الرؤيا المفتوح ليجمعوا المختارين من العالم أجمع.

المختارون هم الذين يؤمنون بالرسالة الرؤيوية.

هؤلاء الملائكة يأتون مع يسوع [ صفاً صفاً ]، كما يقول النبي محمد، أي أنهم منسجمون تماماً مع يسوع. لا يتبعون إلا الروح القدس الذي يلهمهم. يصطفون ليستجيبوا لأي دفع من الروح القدس. ولا يتكلمون إلا بوحي من الروح القدس. فيقول محمد بهذا الصدد:

قرآن 78؛ النبأ، 38 – 40: [ يوم يقوم الروح والملائكة صفاً لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صواباً (38) ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخذ إلى ربه مأباً (39) إنا أنذرناكم عذاباً قريباً يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر ياليتني كنت تراباً (40) ].

يقول محمد أيضاً:

قرآن 25؛ الفرقان، 25 – 27: [ ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلاً (25) المُلك يومئذٍ الحق للرحمن وكان يوماً على الكافرين عسيراً (26) ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً (27) ].

[ تشقق السماء بالغمام ] لترجع يسوع الذي سيعود على سحاب السماء (متى 24، 30). يعود مصحوباً بملائكته الذين [ ينزلون تنزيلاً ] لينوّروا المؤمنين على الأحداث الرؤيوية وعلى عودة يسوع. السرعة (تنزيلاً) التي يتكلم عنها محمد تذكّرنا بسرعة عودة يسوع الذي يجيء مثل البرق (متى 24، 27) وحماسة رسل آخر الأزمنة الذين سيمتثلون بسرعة لأوامر الروح.
الآيات القرآنية التالية تنوّرنا على مميزات أخرى لهؤلاء [ الملائكة ].

الناس الذين يصدرون أشتاتاً

قرآن 99؛ الزلزلة، 1 – 8: [ إذا زلزلت الأرض زلزالها (1) وأخرجت الأرض أثقالها (2) وقال الإنسان ما لها (3) يومئذ تحدث أخبارها (4) يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم (6) …]

هؤلاء الناس الذين يصدرون [ أشتاتاً ] (بمجموعات) هم رسل آخر الأزمنة الذين مهمتهم تنوير الأرض بعد سقوط الوحش. تم إرسالهم بمجموعات ليكشفوا نبوءات الرؤيا والنبي محمد. رسالتهم هي تجديد الأرض من خلال كلمة الله. لهذا السبب الأرض [ يومئذ تحدث أخبارها ] كما كشفه لها سيدها. المرجع الوحيد هو كلمة الله.

المرسلات

قرآن 77؛ المُرسلات، 1 – 59: سورة “المرسلات” جميلة جداً ننصح بقراءتها كاملة. إنها تتكلم عن نهاية الأزمنة وعن يوم الدين. وتبدأ كالتالي:

[ والمرسلات عرفاً (1) فالعاصفات عصفاً (2) والناشرات نشراً (3) فالفارقات فرقاً (4) فالمُلقيات ذِكراً (5) عذراً ( للذين يقبلون ) أو عذراً ( للآخرين ) (6) إنما توعدون لواقع (7) …]

تتعلق هذه الآيات برسل آخر الأزمنة الذين أرسلوا لينذروا البشر من يوم العقاب القريب. ينتشرون نشراً “ليجمعوا المختارين من أقصى السماوات إلى أقصاها” (متى 24، 31).
وفقاً لتفسير القرآن الميزان، “المرسلات” هنّ ملائكة الوحي اللواتي تأتين بالمعرفة. أي معرفة جميع النبوءات الكتابية والقرآنية التي تعنى بزمننا بفضل المفتاح الرؤيوي الذي أعطي لملاك الرؤيا.

تتابع سورة المرسلات قائلة:

[ فإذا النجوم طُمست (8) وإذا السماء فُرجت (9) وإذا الجبال نُسفت (10) وإذا الرسل أقتت (11) لأي يوم أجلت (12) ليوم الفصل (13) وما أدراك ما يوم الفصل (14) ويل يومئذٍ للمكذبين (15) ].

[ المكذبون ] هم الذين ينشرون الكذب الصهيوني. إنهم الأنبياء الكذابون الذين أعلن عنهم يسوع (متى 24، 23 – 25). فقد قال يسوع متكلماً عن نهاية الأزمنة:

“فإذا قال لكم أحد: ها هو المسيح هنا، أو ها هو هناك! فلا تصدقوه، فسيظهر مسحاء دجالون (الزعماء الصهاينة الذين يحسبون أنفسهم المسيح) وأنبياء كذابون، يصنعون الآيات والعجائب العظيمة (العسكرية بوجه خاص) ليضللوا إن أمكن، حتى الذين اختارهم الله. ها أنا أنذركم”.

نعم، لقد تم تحذيرنا، ونحن بدورنا نحذّر الآخرين حتى يستطيع العدد الأكبر أن “ينجو من كل ما يحدث، ويقف أمام ابن الإنسان” (لوقا 21، 36).

النازعات

يقول محمد أيضاً عن هذه المرسلات:

قرآن 79؛ النازعات، 1 – 11: [ والنازعات نزعاً (1) والناشطات نشطاً (2) والسابحات سبحاً (3) السابقات سبقاً (4) فالمدبرات أمراً (5) يوم ترجف الراجفة (6) قلوب يومئذ واجفة (8) أبصارها خاشعة (9) …]

[ النازعات نزعاً ]، [ الناشطات نشطاً ] و[ السابحات سبحاً ] هم رسل آخر الأزمنة الذين أرسلهم يسوع لينتزعوا الزؤان، العشب السيء، في زمن الحصاد، زمن العدالة الإلهية.
ينتزعون الكفّار لينقذوا الصالحين.

ويقول يسوع بهذا الصدد في الإنجيل: “… فأقول للحصادين: إجمعوا الزؤان أولاً واحزموه حزماً ليُحرق، وأما القمح فاجمعوه إلى مخزني” (متى13، 30). ويشرح يسوع فيما بعد:

“يرسل ابن الإنسان ملائكته، فيجمعون من ملكوته كل المفسدين والأشرار ويرمونهم في أتون النار، فهناك البكاء وصريف الأسنان. وأما الأبرار، فيشرقون كالشمس في ملكوت أبيهم: (متى 13، 41 – 42).

“المفسدون والأشرار” هم اليوم أهل الفاتيكان وباقي رؤساء الدين مع كل فضائحهم المخفية، إضافة إلى جميع الذين يدعمون بشكل مباشر أو غير مباشر الوحش وحلفائه.

عقاب الكفّار يؤدي إلى انتزاع الموت من الأبرار.

أصحاب عيسى

الحديث الشريف 1808، الفصل 370: في الحديث الشريف يسمي النبي محمد رسل آخر الأزمنة “أصحاب عيسى”. رسالتهم فضح الوحش والصلاة لسقوطه. فيقول محمد في الحديث 1808:

“… فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه، رضي الله عنهم، إلى الله تعالى، فيرسل الله تعالى عليهم النغف في رقابهم، فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة” (إقرأ الحديث بكامله).

يؤكد محمد على فاعلية صلواتهم في النضال ضد المسيح الدجال.

السماء الجديدة والأرض الجديدة، الإصلاح الشامل.

السماء الجديدة والأرض الجديدة.

الإنجيل وكتاب الرؤيا يبشران أنه بعد سقوط الوحش سيتحقق الإصلاح الشامل وستأتي “سماء جديدة وأرض جديدة”:

“ولكننا ننتظر، كما وعد الله سماوات جديدة وأرضاً جديدة يسكن فيها العدل” (بطرس الثانية 3، 13).

“ثم رأيت سماءً جديدةً وأرضاً جديدةً، لأن السماء الأولى والأرض الأولى زالتا، وما بقي للبحر وجود … وقال الجالس على العرش: ها أنا أجعل كل شيء جديداً…” (رؤيا 21، 1 – 5).

كذلك يعلن النبي محمد تجديداً للخلق:

قرآن 27؛ النمل، 64: [ أمن يبدأ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض أإله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ].

قرآن 30؛ الروم، 27: [ وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه وله المثل الأعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ].

قرآن 21، الأنبياء، 103 – 105: [ لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون (103) يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين (104) ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ].

الله سوف يعيد الخلق، أي أنه سيجدد كل شيء. يستعمل كتاب الرؤيا العبارات ذاتها فيما يخص العالم القديم الذي سوف يزول: “ثم رأيت الحمل يفض الختم السادس، وإذا زلزال عظيم يقع … والسماء تنطوي طي اللفافة، والجبال والجزر كلها تتزحزح من أماكنها…” (رؤيا 6، 12 – 14). إنه العقاب الذي سيقع على الوحش وحلفائه والذي سيجعل العالم القديم يختفي.
عندئذ يعلن الله الآب “الجالس على العرش: ها أنا أجعل كل شيء جديداً” (رؤيا 21، 5).

هذه أيضاً بعض الآيات التي تتكلم عن تجديد الخلق والسماء الجديدة والأرض الجديدة:

قرآن 14؛ إبراهيم، 47 – 48: [ فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام (47) يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا الله الواحد القهار ].
قرآن 17؛ الإسراء، 99: [ أو لم يروا أن الله خالق السماوات والأرض قادر على أن يخلق مثلهم وجعل لهم أجلا لا ريب فيه فأبى الظالمون إلا كفوراً ].
قرآن 85؛ البروج، 12 – 16: [ إنه يبدئ ويعيد (13) وهو الغفور الودود (14) …].

يتفق الكتاب المقدس والقرآن بشكل تام على هذا الإصلاح أو التجديد للسماء والأرض. ماذا سيتضمنان؟

الإصلاح: التحرر

للدخول إلى السماء الجديدة والأرض الجديدة يجب أولاً التحرر من ثقل التقاليد البشرية، العادات، والتعصب:

قرآن 2؛ البقرة، 170: [ وإذ قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه أباءنا أولو كان أباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون ].

كثيرون اليوم أيضاً يفضلون أن يتّبعوا العادات والتقاليد البشرية بدلاً من الرجوع مباشرة إلى كتب الوحي.
فيقول محمد:

قرآن 7؛ الأعراف، 2 – 3: [ كتاب أنزل إليك … (2) اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه (3) ].

يشير محمد بوضوح من خلال هذه الآية إلى أن مرجعنا الوحيد هو الكتب المقدسة.

ويدعونا يسوع إلى النضج في الحكم قائلاً:

“لماذا لا تحكمون من عندكم بما هو حق؟” (لوقا 12، 57).

هذا يصح بنوع خاص في نهاية الأزمنة، بما أن محمد يقول:

“غير الدجال أخوفني عليكم، إن يخرج وأنا فيكم، فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج ولست فيكم، فكل امريء حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم” (حديث 1808).

بتعبير آخر، في هذا الوقت بالذات، صلتنا المباشرة مع الآب هي التي تصبح [ الصراط المستقيم ]. التراتبية الدينية باتت تشكل جزءاً من “العالم القديم” الآيل إلى الزوال.
يقول كتاب الرؤيا:

“وما رأيت هيكلاً في المدينة، لأن الرب الإله القدير والحمل هما هيكلها. والمدينة لا تحتاج إلى نور الشمس والقمر (كنيسة، جامع، معبد إلخ…)، لأن مجد الله ينيرها والحمل هو مصباحها” (رؤيا 21، 22 – 23)؛ راجع أيضاً نص “العبادة وأماكن العبادة”).

الإصلاح: الحميمية مع الله

هذه السماء الجديدة وهذه الأرض الجديدة ترتكزان على العيش بحميمية مع الله الآب. فيقول محمد:

(قرآن 39؛ الزمر، 68 – 70): [ ونُفخ في الصور … (68) وأشرقت الأرض بنور ربها…]

بتعبير آخر، سيشرق المؤمنون بنور الله. سيكون نور المحبة، نور معرفة الآب من خلال فهم جميع كتب الوحي.
إنه الاتصال المباشر مع الله، من القلب إلى القلب، من الروح إلى الروح.

يضيف محمد:

قرآن 80؛ عبس، 33 – 42: [ فإذا جاءت الصاخة (33) … وجوه يومئذٍ مسفرة (38) ضاحكة مستبشرة (39) ].

الإصلاح هو زمن العزاء.
يقول كتاب الرؤيا: “…والله يمسح كل دمعة من عيونهم” (رؤيا 7، 17).

يقول محمد أيضاً :

قرآن 84؛ الانشقاق، 1 – 6: [ إذا السماء انشقت (1) … يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه (6) ].

بعد سقوط الوحش سيرجع كثير من الناس إلى الله. سيكون الإصلاح، أو التجديد، زمن التلاقي مع الله الآب.

يتم هذا اللقاء في خبز الحياة.

يتكلم كتاب الرؤيا بنفس الروح عن الغالبين، فيقول:

“يشاهدون وجهه (وجه الله)، ويكون اسمه على جباههم” (رؤيا 22، 4).

رؤية وجه الله، هو عيش هذا اللقاء الذي تنبأ به محمد.
ويكمل يوحنا قائلاً:

“لا ليل هناك، فلا يحتاجون إلى ضوء مصباح أو شمس (لا حاجة لمعابد، كنائس أو جوامع)، لأن الرب الإله يكون نورهم، وهم سيملكون إلى أبد الدهور” (رؤيا 22، 5).

في زمن الإصلاح، سيكون الله مصدر النور المباشر للإنسان، المنبعث من داخله.

الإصلاح: أمّة واحدة

يتحقق الإصلاح أيضاً من خلال الوحدة بين جميع المؤمنين الحقيقيين. لن يعود هناك من حواجز على الإطلاق، بل آب واحد مع أبنائه، كما في السماء.
يقول محمد بهذا الصدد:

قرآن 5، المائدة، 48: [ وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتب (الكتاب المقدس) ومهيمناً عليه فأحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في مآءاتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون ].

لقد نوّرنا الله على اختلافاتنا من خلال ملاك الرؤيا. تنجم هذه الاختلافات من التأويلات الخاطئة التي تراكمت على مر القرون. في المقصود الإلهي، وبتجاوز المعنى الحرفي للوصول إلى الروح، لا يوجد اختلافات (راجع “نظرة إيمان بالقرآن الكريم”).
زمن الإصلاح هو أيضاً زمن النضج. فبعض الخلافات التي كانت ذات أساس تربوي قد تم تخطيها اليوم.

الصراع العنيف ضد الوحش قد بث الروح القدس مباشرةً ومن دون تدخل بشري في قلوب المقاتلين الفلسطينيين واللبنانيين، الشاهدين. يحصل التطهير (المعمودية) من خلال دم الشهداء المسفوك. بقتالهم الباسل وبشجاعتهم، حولوا الماء إلى دم. فيقول كتاب الرؤيا عنهما:

“ولهما (الشاهدان) سلطان على أن يجعلا المياه دماً” (رؤيا 11، 6).
“غلبوه بدم الحمل وبشهادتهم له، وما أحبوا حياتهم حتى في وجه الموت” (رؤيا 12، 11).
“هؤلاء هم الذين نجوا من المحنة العظيمة، غسلوا ثيابهم وجعلوها بيضاء بدم الحمل. لذلك هم أمام عرش الله يعبدونه في هيكله ليلاً ونهاراً” (رؤيا 7، 14 – 15).

معاناتهم وشهادتهم في هذا القتال ضد المسيح الدجال وضعتهم أمام “عرش الله”. منحتهم ولوجاً مباشراً إلى حضرة الله تعالى. إنها أكثر من ماء المعمودية الذي ليس إلا رمزاً لحقيقة روحية.

يقول محمد أيضاً عن وحدة المؤمنين:

قرآن 21؛ الأنبياء، 89 – 93: [ وزكريا إذ نادى ربه لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين (89) فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين (90) والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين (91) إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون (92) وتقطعوا أمرهم بينهم كل إلينا راجعون (93) ].

من وجهة نظر الله إذاً، هناك أمة واحدة فقط .

يشدد محمد على هذه النقطة قائلاً:

قرآن 23؛ المؤمنون، 49 – 54: [ ولقد آتينا موسى الكتاب لعلهم يهتدون (49) وجعلنا ابن مريم وامه آية وأويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين (50) يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً إني بما تعلمون عليم (51) وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون (52) فتقطعوا لأمرهم بينهم زبراً كل حزب بما لديهم فرحون (53) فذرهم في غمرتهم حتى حين (54) ].

إن البشر هم من انقسموا فيما بينهم. أمّا الله فما أراد يوماً سوى [ أمّة واحدة ].

يضيف النبي محمد في سورة الشورى:

قرآن 42؛ الشورى، 13 – 15: [ شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبُر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبى إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب (13) وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضى بينهم وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم لفى شك من مريب (14) فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأُمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لاحجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير (15) ].

هذا الجمع وهذا المصير يتحققان اليوم من خلال نص “نظرة إيمان بالقرآن الكريم” الذي أوحى به وطلبه أبانا وبخاصة مريم، والدة يسوع.

بعد هذه الآيات الكريمة، يدين النبي محمد جميع الذين يريدون مواصلة الجدال إذ يقول:

[ والذين يحاجون في الله من بعدما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضبٌ ولهم عذاب شديد ] (قرآن 42؛ الشورى، 16).

يدين هذا النص جميع الذين يريدون مواصلة الجدال بتعصب وزرع الشقاق بعدما حصلوا على النور من خلال ملاك الرؤيا.
عنه يقول كتاب الرؤيا:

“ورأيت بعد ذلك ملاكاً آخر نازلاً من السماء، له سلطان عظيم، فاستنارت الأرض من بهائه” (رؤيا 18، 1).

وأيضاً:

“ورأيت ملاكاً آخراً جباراً ينزل من السماء لابساً سحابة، وعلى رأسه قوس قزح، ووجهه كالشمس وساقاه كعمودين من نار” (رؤيا 10، 1).

وجهه كالشمس لأنه يحمل إلينا نور الله.

وبوحي من الله الآب يقول عنه محمد إنه “أعظم الناس شهادة عند رب العالمين” (حديث 1815).

لنتبع إذاً شهادته ولنعلم أننا جميعاً أبناء آب واحد. عندها، سنمجد الله بإتمام نبوءة يسوع:

“ولي خراف أخرى من غير هذه الحظيرة، فيجب علي أن أقودها هي أيضاً. ستسمع صوتي، فتكون الرعية واحدة والراعي واحداً” (يوحنا 10، 16).

وأخيراً، تشير الآيات القرآنية التالية إلى أنه من وجهة نظر الله لا يوجد سوى إيمان واحد يضم اليهودية والمسيحية والإسلام. إنه إيمان مؤمني اليوم المستقلين، المجردين من كل تعصب والمجموعين حول يسوع، مسيح الله، ومريم، والدة يسوع ومحمد:

  • راجع قرآن 4؛ النساء، 125 و 136 و 150 – 152
  • قرآن 6؛ الأنعام، 161
  • قرآن 16؛ النحل، 123

يوم المصالحة الكبير

بعد سقوط الوحش سيعلن أبانا الحنون يوم المصالحة الكبير.

اليهود الصالحون سيطلبون المغفرة للمعاناة التي سببوها للفلسطينيين واللبنانيين، ولانضمامهم للصهيونية.
المسيحيون الصادقون سيطلبون المغفرة للمعاناة الماضية التي سببوها لليهود ولدعمهم الصهيونية.
المسلمون النادمون سيطلبون المغفرة لتعصبهم وانغلاقهم على الإنجيل. والمسيحيون كذلك الأمر …

كل إنسان سيعترف بذنبه علانية وصراحة، من أعماق قلبه، قبل الالتحاق بعائلة أورشليم السماوية الكبيرة كما يصفها كتاب الرؤيا.
يقول كتاب الرؤيا بهذا الصدد عن عودة يسوع:

“ها هو آت مع السحاب! ستراه كل عين حتى عيون الذين طعنوه، وتنتحب عليه جميع قبائل الأرض. نعم، آمين” (رؤيا 1، 7).

كذلك تنبأ النبي الكبير زكريا بهذا الرثاء:

“أفيض على بيت داود، وعلى سكان أورشليم، روح الحنان والرحمة، فينظرون إلى الذي طعنوه ويندبونه كمن يندب وحيداً له، ويتفجعون عليه كمن يتفجع على ابن له بكر. وفي ذلك اليوم يكون النواح عظيماً كالنواح على هددرمون في سهل مجدون. وتنوح الأرض كل عشيرة لنفسها …” (زكريا 12، 10 – 12).

البعض سينتحبون بدموع التوبة لخلاصهم، في حين أن العصاة سيندبون فشلهم.

تنبأ إشعيا أيضاً:

“عزّوا، عزّوا، شعبي، يقول الرب إلهكم. طيبوا قلب أورشليم. بشّروها بنهاية أيام تأديبها وبالعفو عما ارتكبت من إثم وبأنها وفت للرب ضعفين جزاء خطاياها (راجع رؤيا 18، 6 – 8). صوت صارخ في البرية (الرؤيوية): ‘هيئوا طريق الرب مهدوا في البادية درباً قويماً لإلهنا. كل واد يرتفع، كل جبل وتل ينخفض (الكبرياء البشري). يصير المعوج قويماً (كل أنواع الانحرافات) ووعر الأرض سهلاً، فيظهر مجد الرب ويراه جميع البشر معاً، لأن الرب تكلم” (إشعيا 40، 1 – 5).

سيتجلى مجد الرب بالنصر الحاسم لمسيحه، يسوع الناصري، وبالسقوط النهائي لإسرائيل، المسيح الدجال المُعلن.
سيتجلى مجد الرب في يوم المصالحة الكبير الذي سيكون مقدمة السماء الجديدة والأرض الجديدة. “ها أنا أجعل كل شيء جديداً” (رؤيا 21، 5).
سيكون يوم قيامة جماعية:

“وقذف البحر (رمز الأمم) الأموات (بالروح) الذين فيه، وقذف الموت ومثوى الأموات ما فيهما من الأموات (بالروح)، فعوقب كل واحد بأعماله” (رؤيا 20، 13).

النبي محمد أيضاً تكلم عن هذه القيامة:

قرآن 20؛ طه، 99 – 112: [ كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق وقد أتيناك من لدنا ذِكراً (99) من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزراً (100) خالدين وسآءلهم يوم القيامة حملاً (101) يوم ينفخ في الصور … يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضى له قولاً (109) … وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلماً (111) …]

هذه القيامة تطابق القيامة الأولى (رؤيا 20، 5)، قيامة النفس التي تعيش من جديد باتصال محيي مع خالقها. سيكون ذلك [ يوم يُنفخ في الصور ]، أي في اليوم الذي سيُكشف فيه كتاب الرؤيا، بوق الله.
نفوس كثيرة ستحيا في ذلك اليوم، لأنها ستقدر أن تتحرر من شباك الصهيونية والمادية التي أوقعت بها.

الإصلاح: خبز الحياة في العائلة

المكافأة النهائية للمؤمنين ستكون الحميمية مع الله من خلال [ المائدة السماوية ] (قرآن 5؛ المائدة، 114)، خبز وكأس الحياة. يعلق محمد أهمية كبرى على هذه الكأس الحياة (راجع نص “خبز الحياة في الكتاب المقدس والقرآن الكريم”) قائلاً بوجه خاص:

قرآن 76، الإنسان، 11 – 20: [ فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرةً وسروراً (11) وجزاهم بما صبروا جنةً وحريراً (12) متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمساً ولا زمهريراً (13) ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلاً (14) ويطاف عليهم بأنية من فضة وأكواب كانت قواريراً (15) قواريراً من فضة قدروها تقديراً (16) ويسقون فيها كأساً كان مزاجها زنجبيلاً (17) عيناً فيها تسمى سلسبيلاً (18) ويطوف عليهم ولدان مخلدون (ملائكة أو قديسين) إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤاً منثوراً (19) وإذا رأيت ثم رأيت نعيماً وملكاً كبيراً ].

سيتحقق الإصلاح بخبز وكأس الحياة، جسد ودم يسوع، اللذان يؤخذان في حميمية البيوت، من القلب إلى القلب، بمحبة وبساطة.

خلاصة

كم هو جميل ومؤثر أن نكتشف كيف أن الله في دقته المطلقة قد أوحى لمحمد صوراً من كتاب الرؤيا مستخدماً التعابير ذاتها التي استخدمها يوحنا. فيسترعي بذلك انتباهنا ويحثّنا على العودة إلى كتاب الرؤيا الذي يعنى بزمننا بنوع خاص.
إنه زمن نصر الله النهائي على جميع أعدائه.
فيقول القرآن:

قرآن 58؛ المجادلة، 21 – 22: [ كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز ].

نحن على أبواب نصر الله والإصلاح الشامل المُعلن. كل إنسان مدعو إلى هذا التجديد شرط ارتداء ثياب العرس (متى 22، 11 – 13) والتجرد من أي تعصب. نحن مدعوون إلى وليمة الله الكبرى، إلى مائدة العيد التي يتكلم عنها محمد (قرآن 5؛ المائدة، 114).

نحن مدعوون لنشكل سوية هذه العائلة البشرية كما قال يسوع: “في انتظار ما سوف يحصل: محبة الإنسان لأخيه الإنسان، وللخالق” (رسالة إلى بطرس الثاني، 1960).

وكما تنبأ محمد:

[…الله يجمع بيننا وإليه المصير ] (قرآن 42؛ الشورى، 15).

ويقول أيضاً:

[ سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ] (قرآن 52؛ الحديد، 21).

سيفيض الله نعمه ليجدد المؤمنين الحقيقيين في زمن الإصلاح الشامل. فتكون عنصرة جديدة.

لقد انتظر أبانا السماوي نهاية الأزمنة ليوحّد المجتمعات، لأنه نظراً لخيانة الفاتيكان، كان على أخوتنا المقاتلين، أبناء فاطمة، الذين يستبسلون في محاربة الوحش، أن يتقدّموا بحرية ويتبعوا دفع الروح الذي يحركهم.
إنهم أخوتنا الأعزاء الذين نفخر بهم ونحبهم وندعمهم بصلواتنا. إنهم يقودون معركة التحرير تحت راية القديسة جان دارك.

كما أعلن يسوع، علينا انتظار ساعة الحصاد (نهاية الأزمنة) قبل أن نقلع الزؤان (أتباع الشرير)، خوفاً من أن يقلع معه القمح (أبناء الملكوت السماوي): قال يسوع لملائكته:

“…لا، لئلا تقلعوا القمح وأنتم تجمعون الزؤان. فاتركوا القمح ينمو مع الزؤان إلى يوم الحصاد، فأقول للحصادين: إجمعوا الزؤان أولاً واحزموه حزماً ليُحرق، وأما القمح فاجمعوه إلى مخزني” (متى 13، 24 – 30 و 36 – 43).

كان يجب ترك الشر الصهيوني يتفاقم لفضح الكفار (راجع تسالونيكي الثانية 2، 9 – 12) وسبر أعماق قلوب أصدقاء الله الحقيقيين. هذه هي حكمة الله.

في النهاية سيكون الوحش قد خدم مخطط الله بتوحيد كل المجتمعات الروحية في العالم أجمع حول يسوع، مريم ومحمد، لمجد أبينا السماوي الأكبر.

في نهاية المطاف سيتحد المؤمنون المستقلون “من كل قبيلة وشعب ولسان” (رؤيا 7، 9) ليعلنوا بقلب واحد وبصوت واحد مرتكزين على جميع كتب الوحي:

  • يسوع هو مسيح الله.
  • مريم هي والدة المسيح الحبل بلا دنس وأمنا الحنون.
  • محمد هو نبي الله الحبيب.
  • الوحش، المسيح الدجال، هو إسرائيل. وستتجلى قدرة الله بفناء الوحش قريباً جداً.
  • سيجدد الله الأرض.
  • يعود يسوع ليجدد كل شيء.
  • يجمعنا يسوع حول مائدته السماوية ويدعونا لتشكيل مجتمع واحد توحّده أواصر المحبة المقدسة.

وتتحقق نبوءات محمد ويوحنا الرؤيوية:

[…يسعى نورهم بين أيديهم… ذلك هو الفوز العظيم ] (قرآن 57؛ الحديد، 12).
[ إلى ربك يومئذٍ المستقر (12) … ووجوه يومئذٍ ناضرة (22) إلى ربها ناظرة ] (قرآن 75؛ القيامة، 12 – 23).
[ له ملك السماوات والأرض وإلى الله تُرجع الأمور ] (قرآن 57؛ الحديد، 5).
“صار مُلك العالم لربنا ولمسيحه… نشكرك أيها الرب الإله القدير الذي هو كائن وكان، لأنك أظهرت جبروتك وملكت. غضبت الأمم، فجائت ساعة غضبك ودينونة الأموات حتى تكافئ عبيدك الأنبياء والقديسين والمتقين اسمك، صغاراً وكباراً، وتهلك الذين كانوا يهلكون الأرض” (رؤيا 11، 15 – 18).

ب ر

إكراماً لسيدة فاطمة في 13. 5. 2010

(مراجعة 1. 6. 2010)

Copyright © 2024 Pierre2.net, Pierre2.org, All rights reserved.